
قال باحثون إن الأطباء يجب ألا يلجأوا على الفور بإجراء فحوص الأشعة الروتينية لآلام أسفل الظهر ما لم يلاحظوا ملامح وجود حالة خطيرة. بحسب بحثهم لا يؤدي إجراء الأشعة السينية-أشعة إكس أو التصوير بـالرنين المغناطيسي للمرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر إلى أي تحسن من ناحية نتيجة العلاج النهائي بتخفيف الألم أو إستعادة الوظيفة أو تخفيض مستوى القلق لدى المرضى، بل في بعض الأحيان قد تؤدي إلى نتائج أسوأ.
مقدمة
اشار هؤلاء الباحثون إلى أن اللجوء المستمر للتصوير الشعاعي بـ الأشعة السينية-أشعة اكس والتصوير بـ الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية للمرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر دون وجود مؤشر على وجود حالة خطرة لا يؤدي إلى أي تحسن في نتائج علاجهم.
قال روجر تشو* ، المؤلف الرئيسي لهذا البحث، “إن دراستنا تظهر أن أداء الأشعة السينية الروتينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للمرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر لا يؤدي إلى تحسن الألم أو الوظيفة أو مستوى القلق، بل إن في بعض الأحوال قد تؤدي إلى نتائج أسوأ”.
إعتقاد الأطباء
وأضاف: “قد يعتقد الأطباء أنهم يساعدون المرضى من خلال القيام بالأشعة السينية الروتينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، ولكن هذه الاختبارات التشخيصية تزيد من التكاليف الطبية، ويمكن أن تؤدي إلى جراحات غير ضرورية أو إجراءات أخرى قد تتسبب في تنويمهم وتوقفهم عن العمل – وربما يكون فقط التوقف عن النشاط البدني أفضل علاج بالنسبة لصحة الظهر- لأنهم سيكونوا قلقين بشأن حالتهم الصحية والإعتقاد بوجود بعض الأمراض الشائعة مثل الديسك أو التهاب المفاصل، فهم لايعلمون عن الرابط الضعيف بينن هذه الأمراض وآلام الظهر”.
طريقة قيامهم بالدراسة
للوصول إلى هذا الاستنتاج، أجرى تشو وزملاؤه تحليلاً إحصائياً meta-analysis قارنت نتائج علاج المرضى في حالات التصوير الروتيني المباشر- باستخدام أحد أنواع التصوير الطبي الثلاثة أعلاه – مع الرعاية السريرية المعتادة التي لا تتضمن التصوير الفوري. أدرجت ست تجارب شملت أكثر من 1800 مريض، درست وقارنت مجموعة من النتائج بما في ذلك الألم والوظيفة ونوعية الحياة والصحة العقلية والتحسن العام للمرضى ورضاهم عن الخدمة الطبية.
وجد التحليل عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين التصوير الفوري والرعاية المعتادة دون التصوير الفوري. يقول الباحثون أن النتائج لها قابلية للتطبيق على آلام أسفل الظهر الحادة أو شبه الحادة.
يشير الباحثون إلى أن تصوير الفقرات القطنية (اسفل الظهر lumbar) لآلام أسفل الظهر بدون مؤشرات على وجود أمراض خطيرة لا يحسن النتائج النهائية للمرضى. لذلك يجب على الأطباء الإمتناع عن التصوير الروتيني بشكل مباشر للفقرات القطنية للمرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر الحادة أو تحت الحاد وبدون ملامح تشير إلى وجود حالة خطيرة.
وأضافوا: “معدلات إستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لأسفل الظهر آخذة في التزايد، ولا يزال يعتبر وضع سياسة لمتى يتم اللجوء إلى التصوير التشخيصي لألم أسفل الظهر تحديًا. ومع ذلك، فمن المرجح أن يلتزم الأطباء الآن بتوصيات تصوير أسفل الظهر الجديدة المبنية على دراسات وتحليلات ذات شواهد عالية الجودة”.
توقعات المرضى وتصحيح المفاهيم
كما ينبغي الأخذ في الإعتبار توجيه توقعات المريض ورغبته بشأن التصوير الطبي. في أحد التجارب 80% من المرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر يريدون أن يخضعوا لتصوير إشعاعي إذا ما أتيح لهم الاختيار، على الرغم من عدم وجود فوائد مع هذا التصوير الروتيني. وأشاروا إلى الحاجة إلى تصحيح المفاهيم لديهم للحد من نسبة المرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر الذين يعتقدون أن التصوير الروتيني يجب أن يتم.
تحديات تطبيق نتائج الدراسة
في تعليق على هذا البحث، ناقش مايكل كوخن من قسم الممارسة العامة في جامعة غوتنغن بألمانيا وزملاؤه كيف يمكن لعوامل معينة أن تعرقل الأطباء عن تغيير ممارساتهم في تجنب التصوير الطبي الفوري، “مثل توقعات المرضى حول الفحوصات التشخيصية، والحوافز المالية، أو الخوف من عدم تشخيص مرض موجود فعلاُ”. ويخلصون إلى أنه “في هذه الأثناء، يبدو أن النهج الواعد لتجنب التصوير الفوري هو تثقيف المرضى داخل وخارج عيادات الأطباء”.
*المدير العلمي لمركز الممارسة المستندة إلى البراهين في جامعة أوريغون للصحة والعلوم OHSU وأستاذ مساعد للمعلوماتية الطبية وعلم الأوبئة السريرية، والطب (الطب الباطني العام وطب الشيخوخة) في كلية الطب OHSU.
يمكنك أيضاً الإطلاع على هذا الموضوع: آلام الظهر والأشعة: متى يصبح الذهاب للطبيب وفحص الأشعة ضرورياً
المراجع:
-
Oregon Health & Science University. “Routine Scans For Low-back Pain Do Not Improve Outcomes.” ScienceDaily. ScienceDaily, 18 February 2009. <www.sciencedaily.com>.