نصائح الأطباء: هل فعلاً تحتاج تلك الأشعة المقطعية؟

موضوع مترجم من Post Independent

كاتب الموضوع: الدكتور جريج فينسينجر

ترجمة: موقع الأشعة التعليمي

تم إكتشاف الأشعة السينية منذ حوالي 120 عام، ومن الواضح أنها حسنت قدرة الأطباء على التشخيص. وقد تم إختراع الأشعة المقطعية في عام 1970م، وتحسنت معها قدرة الأطباء على تشخيص الأمراض بشكل أكبر. لا أستطيع شخصياً أن أتخيل ممارسة الطب في الأيام التي سبقت الأشعة السينية، هي بلا شك نعمة على كل من المرضى والأطباء.

ومع ذلك، هناك سلبيات لهذه التقنية، لعل أهمها هو التعرض للإشعاع، أيضاً التكلفة تعتبر أحد هذه السلبيات. بعد فترة وجيزة من استخدام الأشعة السينية، وُجد أنها تسبب تساقط الشعر والحروق في المرضى والعاملين الذين قاموا بها. على الرغم من ذلك، تم استخدام الأشعة السينية لأمراض معينة مثل إنتفاخ اللوزتين.

بعض الأشخاص الذين هم من عمري (75 سنة) يتذكرون الذهاب إلى متجر الأحذية ووضع أقدامنا في جهاز الأشعة السينية لتحديد مقاس الحذاء المناسب. بعد عقود من ذلك، أصبحت خطورة التعرض للإشعاع واضحة، وتم تقديم عدة معايير في الوقاية من الإشعاع لحماية المرضى والأطباء والفنيين. نحن نعلم الآن أن الإشعاع يتسبب في تلف الحمض النووي والذي يؤدي للسرطان.

فحوصات الأشعة المقطعية تعطي عدة صور على شكل شرائح، هذا يتطلب إعطاء الأشعة بشكل أكبر من الأشعة السينية المعتادة. تستخدم الأشعة المقطعية لتشخيص حالات مثل أمراض القلب ، والسرطان، وتشخيص سبب الألم في البطن والحوض، وحتى معرفة حصوات الكلى، وإصابات الحوادث.

ووفقاً لمقالة نشرت في  بيركلي، “فحص الأشعة المقطعية للبطن والحوض تتسبب في إنتاج معظم الإشعاع في التصوير الطبي، حيث يتراوح متوسطها مايعادل 100 إلى 200 فحص من الأشعة السينية العادية للصدر، و 1500 مرة أكثر من الأشعة السينية للأسنان، و 200 ألف مرة أكثر من الإشعاع المستخدم في المطار”. هناك أيضاً أنواع أخرى من التصوير تستخدم مستويات عالية من الإشعاع مثل الطب النووي والتنظير الفلوروسكوبي.

الإشعاع تراكمي على مدى العمر، ويضر بشكل أخص الرضع والأطفال، وأكثر من ذلك الأجنة. ويُعتقد أن الإشعاع الناتج من الفحوصات التشخيصية يسبب حوالي 2 في المئة من حالات السرطان الجديدة في الولايات المتحدة. قالت ورقة علمية نشرت في مجلة طبية محترمة عام 2009 أن فحوص الأشعة المقطعية الذي تم القيام بها في عام 2007 يُتوقع بأن تتسبب في 29 ألف حالة إضافية من السرطان و 14 ألف حالة وفاة في نهاية المطاف. لسوء الحظ، يتعرض الأميركيون لا يقل عن ستة أضعاف من الإشعاع الصادر عن طرق التصوير الطبي (ومعظمها أشعة مقطعية) مما كان عليه الوضع قبل ثلاثة عقود. وفقاً لمقالة لبيركلي فإنه يعتقد أن من الثلث إلى النصف من فحوص الأشعة المقطعية قد تكون غير ضرورية.

هناك عدة عوامل تؤدي إلى الإفراط في إستخدام الأشعة المقعطية:

المكاسب المالیة: لدینا نظام للرعایة الصحیة (يقصد الولايات المتحدة) یکافئ مقدمي الرعاية الصحية عند طلب کثیر من الفحوصات. بعض الأطباء ومعظم المستشفيات الخاصة لديهم أجهزة ومعدات خاصة بالأشعة، وعندما تكون الأشعة المقطعية متاحة بسهولة فإنه يتم إستخدامها.

الخوف من الدعاوى القضائية، التي قد تمثل مقدار 35 في المئة من فحوص التصوير التشخيصي.

 بعض الأطباء الذين لا يدركون كمية الإشعاع في الاشعة المقطعية والأخطار المرتبطة به، وأن هناك أنواع أخرى من التصوير تكون خالية من الإشعاع مثل الموجات فوق الصوتية والتصوير بـ الرنين المغناطيسي قد تكون كافية.

عدم إخطار المرضى بخطورة الإشعاع: مريض واحد فقط من أصل ستة مرضى قالوا بأن أطبائهم حذروهم من مخاطر الإشعاع.

طلب المريض: يُصر العديد من المرضى على الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية.

غياب القوانين: على عكس التصوير الشعاعي للثدي، لا توجد حدود إشعاعية فيدرالية أو معايير عالمية للتصوير المقطعي المحوسب.

ما الذي تستطيع القيام به؟ هنا بعض التوصيات التي نشرت في ورقة بيركلي و تقرير المستهلك:

• اسأل إذا كانت الأشعة المقطعية في حالتك تكون ضرورية وتؤدي إلى تحسن في صحتك، أيضاً إذا كان هناك بديل خالي من الإشعاع يمكن اللجوء إليه.

• التحقق من أهلية المنشأة الطبية.

• الحصول على الجرعة المناسبة لحجمك. الأصغر في الحجم يحتاجون إلى كمية أقل من الإشعاع. الأطفال يحتاجون إلى جرعات أقل بكثير، ووفقاً لتقارير المستهلك فأنهم غالباً ما يُعطون جرعات كالبالغين.

• طلب أقل جرعة، والتأكد من أن الفحص يقتصر على جزء الجسم المطلوب وأن المناطق المجاورة محمية. 

• إذا كان الفحص المقطعي الموصى به هو تكرار لفحص سابق كان لديك، اسأل لماذا يحتاج إلى تكرار.

• تجنب المسح الكلي للجسم.

• تجنب الأشعة المقطعية للأسنان، وخاصة عند الأطفال.

تذكر أنه في كثير من الحالات، الأشعة المقطعية هي مناسبة وضرورية ويمكن أن تكون المنقذة للحياة. ولكن يجب استخدامها بحذر، ويلتزم مقدم الرعاية بمناقشة إيجابيات وسلبيات وخيارات بديلة. إذا كنت بحاجة إلى هذا الفحص وكانت الأسعار في المنشأة مرتفعة فإنه يمكنك التحقق من الأسعار في مرافق مختلفة.

نُشر بواسطة أنور السلمي

مؤسس الموقع. هدفي هو المساهمة في خلق محتوى إشعاعي عربي يُفيد الممارس الطبي ويُجيب على استفهامات المريض.

اترك رد