
مقدمة
كما نعرف أن جهاز الرنين المغناطيسي آمن جداً على المرضى والعاملين لعدم وجود الأشعة المؤينة مقارنة بأجهزة الأشعة الأخرى. لكن تبرز نواحي أخرى مختلفة ومهمة في السلامة داخل وحدات الرنين المغناطيسي. نحن نتعامل مع مغناطيس ضخم وقوي جداً. ومن هنا تبرز الحاجة إلى وضع إجراءات صارمة لحماية المرضى والعاملين بالإضافة إلى الجهاز من الممارسات الخاطئة.
أغلب هذه الممارسات الخاطئة تكون من غير العاملين في وحدة الرنين المغناطيسي نتيجة لتجاهل الإرشادات والملصقات التحذيرية أو عدم فهمها. وقد تكون أيضاً من العاملين في وحدة الرنين المغناطيسي وذلك نتيجة لنقص إما في التعليم، أو التدريب، أو الإهمال، أو حتى سوء الإدارة والتنظيم، خاصة عند كثرة الحالات وعدم تنسيقها.
تشغيل جهاز الرنين المغناطيسي هو مسؤولية تقني الرنين المغناطيسي وله الدورالأهم في تثقيف وتوعية المتواجدين في الوحدة والتأكد من تطبيقها قبل دخول أي شخص لغرفة الرنين المغناطيسي. يطبق هذا على كل العاملين في المستشفى كالتمريض أو الأطباء أو عمال النظافة… إلخ بالإضافة إلى المرضى. كما أنه لا بد من وجود عدة ملصقات تحذيرية بوجود منطقة مجال مغناطيسي عالي بالإنجليزية والعربية توضح كيفية التعامل مع هذا المجال.

“تشغيل جهاز الرنين المغناطيسي هو مسؤولية تقني الرنين المغناطيسي وله الدورالأهم في تثقيف وتوعية المتواجدين “في الوحدة والتأكد من تطبيقها قبل دخول أي شخص لغرفة الرنين المغناطيسي
المجال المغناطيسي والمقذوفات
المقذوفات Projectiles
العنصر الأهم في جهاز الرنين المغناطيسي هو وجود المغناطيس القوي. يتم قياس المجال المغناطيسي بوحدة التسلا. أغلب أجهزة الرنين المغناطيسي في المستشفيات تكون قوتها مابين 0.5 تسلا إلى 3 تسلا. وهي قوة مغناطيسية هائلة قد تشكل خطر عند عدم التقيد بتعليمات السلامة بشكل صارم. يستطيع المغناطيس سحب الأشياء المعدنية بقوة كبيرة، حتى وإن كانت كبيرة وثقيلة كأسرة المرضى أو اسطوانات الأكسجين. عندها تتحول هذه الأدوات إلى مقذوفات.
هذا قد يؤدي بالضرر لمن يتواجد حول الجهاز، أو لأي شخص يكون بين المقذوفة والجهاز، خاصة في حالة عندما يكون المريض داخل الجهاز. من الممكن أن تتحول المعادن والمصنوعات الحديدية إلى قذائف projectiles نتيجة لجذب المغناطيسي الشديد لها بحيث تنطلق بسرعة نحو الجهاز مما يؤدي إلى ما لايحمد عقباه.
أمثلة لمعادن تحولت إلى “مقذوفات” نتيجة دخولها في المجال المغناطيسي
كما قلت أن المعادن قد تتحول إلى مقذوفات خطرة في الرنين المغناطيسي. من الأمثلة على هذه المعادن: المفاتيح، الساعات، المقصات، الأقلام، دبابيس الورق، سماعات الأطباء …. إلخ. جهاز الرنين المغناطيسي قادر سحب هذه الأشياء من الجيوب حتى عند عدم إخراجها تطير بسرعة نحو الجهاز مشكلة خطراً لمن يتواجد في الغرفة أو لمن هو داخل جهاز الرنين المغناطيسي.
البطاقات الممغنطة وأجهزة التخزين USB
أيضاً يجب عدم ادخال بطاقات الصراف أو البطاقات الإئتمانية أو أي بطاقة ممغنطة لغرفة الفحص لأنها قد تتعرض للتلف بواسطة المجال المغناطيسي.
العلاقة بين المسافة وقوة المجال
قوة المجال المغناطيسي تزيد تدريجياً كلما اقتربنا من الجهاز. على سبيل المثال لو كان هناك معدن في يدك فأنك ستشعر أنه بدأ يتأثر بالمجال المغناطيسي ويتحرك في يدك على بعد مثلاً 5 متر. عندما تقترب أكثر من الجهاز تشعر بأن المغناطيسي يريد أن يسحب هذا المعدن من يدك لكن بقوة ضعيفة. لكن عندما تقترب أكثر (لنقل مسافة 1 متر أو أقل) سيسحب المغناطيس هذا المعدن من يدك وينطلق نحو الجهاز. أنا لا أقول هنا أن المغناطيس لا يستطيع أن يسحب المعدن المتواجد على بعد أكثر من متر. ولكن أريد أن أعطي مثالاً على أنه كلما تم الإقتراب من المغناطيسي زادت قوته.
الخسائر قد تكون باهضة
أيضاً كلما زاد وزن وحجم هذا المعدن زادت صعوبة إبعاد هذا المعدن عن الجهاز مما يؤدي إلى نتائج مكلفة ومدمرة للجهاز. قد يضطر المهندسون إلى تعطيل جهاز الرنين المغناطيسي ليومين أو ثلاثه أو حتى أكثر لإزالة هذا المعدن وذلك بتعطيل المغناطيس. وقد تؤدي هذه المقذوفات إلى إحداث الضرر بجهاز الرنين المغناطيسي مما يستلزم الملايين لإعادة الإصلاح. أما المعادن الصغيرة فيمكن سحبها وإخراجها، لكن ربما ليس بسهوله.
الأخطاء عادة ماتحدث من العاملين غير المدربين
تحدث هذه الأخطاء عادة مع الأشخاص الغير عاملين في وحدة الرنين المغناطيسي مع تجاهل العلامات التحذيرية. قد يحدث هذا ليلاً مع عمال النظافة عندم عدم وجود أي شخص قد يحذرهم من الدخول مع أدوات التنظيف أو المكانس الكهربائية المليئة بالمعادن. ويجب التذكر دائماً ” أن المجال المغناطيسي دائماً موجود حول الجهاز في كل الأوقات”. قد يعتقد البعض أن المجال المغناطيسي يكون فقط مع البدء بالفحص والمريض داخل الجهاز! وهذا غير صحيح.
” تذكر دائماً: المجال المغناطيسي دائماً موجود حول الجهاز في كل الأوقات حتى وإن كان مغلق”
أجهزة طبية متوافقة مع الرنين المغناطيسي
يتم تصنيع بعض الأدوات الطبية لكي تكون متوافقه وأمنه في مجال الرنين المغناطيسي. يشمل هذا الكراسي المتحركة، وأسرة المرضى والعديد من الأدوات التي يحتاجها المريض في وقت الفحص أو حتى في حالات الطوارئ. توجد هذه الأدوات المتوافقه مع الرنين المغناطيسي في وحدة الرنين المغناطيسي ويمكن إستخدامها عند الحاجة لها. مثلاً إستخدام كرسي متحرك أو سرير لمريض لا يستطيع الحركة … إلخ. كما أنه قد يتم توفير أجهزة كاشفه للمعادن عند مدخل غرفة الرنين المغناطيسي تطلق إنذار قبل الدخول إلى الغرفة.
المجال المغناطيسي وسلامة المريض
قبل دخول المرضى إلى غرفة جهاز الرنين المغناطيسي يجب أن يتم سؤالهم وفحصهم عن الأشياء المعدنية. ليس فقط المعادن الخارجية كالتي موجودة على الملابس أو الإكسسوارات. لكن حتى التي تكون مزروعة داخل المريض مثل منظم نبضات القلب أو المسامير أو الكليبات المستخدمة في الأوعية الدموية… إلخ.
قد يتوفر أنواع من هذه المعادن تكون متوافقه مع الرنين المغناطيسي، لكن يجب التأكد من ذلك قبل البدء بالفحص. أيضاً الشظايا المعدنية الناتجة عن القنابل أو الأسلحة يجب أن تؤخذ في الإعتبار وسؤال المريض عنها. في العادة يعطى المريض استبيانه مفصله يتم سؤال المريض عن هذه الأشياء. بعد ذلك يتم التأكد منه شفهياً بسؤاله مره ثانية إن كان جسمه يحتوي أي من هذه المعادن. عند الشك من الممكن إجراء أشعة سينية للتأكد من خلو جسم المريض من المعادن.
المراجع:
- Westbrook. (2002). MRI AT A Glance. Oxford: Blackwell Publishing.
- McRobbie, D., Morre, E. and Graves, M. MRI from picture to proton.
الله يعطيك العافيه وينفع بك
مواضيع جميله
وقواك الله
وياليت تركز على مواضيع الحمايه لان الوعي لدى العاملين 0٪
اتفق أننا نحتاج إلى الكثير من التوعية في هذا المجال وأكثر طريقة فعالة من وجهة نظري هي التدريب، وليس فقط المعلومات النظرية أو الدورات على الرغم من أهميتها.