يستعين علماء الآثار بالأشعة المقطعية للحصول على معلومات إضافية عن حياة وموت عدة مومياءات محنطة من آلالاف السنيين. ومن خلال التصوير المقطعي نستطيع تحديد عمر المومياء عند الوفاة، والمشاكل الصحية التي عانت منها، وطريقة التحنيط. كل هذه المعلومات يتم الحصول عليها فقط بوضعها بجهاز الأشعة المقطعية بدون التخريب أو العبث بهذه الآثار. وإستخدام الأشعة في مجال علم الآثار ليس بالشئ الجديد، فقد إستخدمت الأشعة السينية في هذا المجال قبل 50 سنة. لكن الصور لم تكن بتلك الوضوح. أما بالأشعة المقطعية نستطيع الرؤية بوضوح أكبر وفهم تفاصيل أكثر.

يقول جون تايلور المسؤول عن الآثار البشرية في المتحف البريطاني عن هذا الموضوع لـ BBC History: ” أغلب المومياءات في متحفنا مازالت مغطاة بالأربطة. ونحن نستخدم آخر ماتوصل له العلم من طرق التصوير لرؤية مابداخلها. فتقنية الأشعة المقطعية تطورت كثيراً في السنين الأخيرة وأصبحنا نرى خصائص المومياءات بوضوح”.
صدمة عند تحديد عمر أحد المومياءات
في إحدى المومياءات كان الصندوق الذي يحويها كبير بشكل يوحي بأن المومياء لبالغ. ولكن بالأشعة السينية المأخوذة قبل عدة سنين تم إكتشاف أن هذه المومياء تعود لطفل. أما بالأشعة المقطعية التي تم إجراءها عام 2014 تبين أن هذه المومياء تعود لطفلة وكان عمرها 7 سنوات عند الوفاة.

إكتشافات صادمة – مومياء المرأة الراقصة لرجل
لمدة ليست بالقصيرة كان يعتقد بأن أحد المومياءات كانت تعود إلى أمرأة. وبناءاً على المعلومات المتواردة في ذلك الوقت سماها العلماء بـ “المرأة الراقصة”. فشكل التابوت من الخارج يدل على وجود إمرأة خاصة في منطقة الثدي. أيضاً على التابوت أشرطة قريبة من اللون الوردي فهم العلماء منها أن المومياء قد تعود لمرأة راقصة، تشكل وظل هذا الفهم لمدة عقود. لكن بعد الأشعة المقطعية تبين أن المومياء داخل هذا التابوت تعود إلى رجل كان عمرة 20 سنة وطوله 171 سم.
مومياء المرأة الراقصة تعود إلى رجل بحسب الأشعة المقطعية
كشف تزييف المومياء المصرية المتقن
تم إكتشاف مومياء مزيفة بشكل متقن في متحف الفاتيكان خدعت العلماء لمدة طويلة. لكن بواسطة تقنية الأشعة المقطعية وتحديد العمر بواسطة الكربون، أدرك العلماء أن عظام المومياء تعود إلى العصور الوسطى. أيضاً يوجد داخل المومياء عدم تناسق بين العظام فبعضها يعود إلى رجل والبعض الآخر إلى إمرأة. أيضاً وجدوا أن أحد الأظافر من العصر الحديث. ويعتقد العلماء الآن أنه تم تزييف هذه المومياء في القرن التاسع عشر. ويوجد في متحف الفاتيكان تسعة مومياءات اثنان منهما مزيفة. هدف هذا التزييف هو الخداع للحصول على الأموال الطائلة.
أمراض قديمة حديثة
أيضاً وجد داخل مومياء دليل على وجود ترسبات في الشرايين وهو أحد أهم أسباب أمراض القلب والأوعية الدموية. ويستنتج من ذلك أن صاحب المومياء قد يكون من النخبة الغنية التي كانت تحصل على أغذية غنية بالدهن الحيواني مثل الكوليسترول.
تحديد سبب الوفاة

المومياء Djedmaatesankh وهي مومياء لإمرأة مصرية كانت تعيش في الأقصر ويعتقد أنها من الطبقة المتوسطة. يعتقد العلماء بأن عمرها عند وفاتها كان بين 30-35 سنة. وحسب الأشعة المقطعية وإستغلال خاصية ثلاثية الأبعاد بها، يعتقد العلماء بأنها ماتت بسبب خراجات في الأسنان أدت إلى تلوث في الدم ادى إلى وفاتها. توضح الصور وجود تورم كبير في خدها الأيسر مع وجود خراج طوله 2.5 سم. أيضاً تمت مشاهدة ثقوب صغير في عظام الفك مما يعطي دليل على أنه قد تم إجراء محاولات غير ناجحة لتصريف الصديد في الخراج.
كيف يتم التحنيط
يبدأ التحنيط بعد الوفاة مباشرة. أولاً يتم التخلص من الأعضاء الداخلية. بعد ذلك يتم رش الملح على الجسد لكي يمتص السوائل ويمنع وجود البكتيريا. ويتم تركها هكذا لمدة 35-40 يوم. ومن ثم يتم تغطيتها بالزيت ولفها بالقماش.
فيديو على اليوتيوب عن تصوير المومياء بالأشعة المقطعية