العلاج بالبروتون طريقة لعلاج الأورام بالأشعة

جهاز العلاج بالبروتون

العلاج بالبروتون أو العلاج البروتوني Proton Therapy هي طريقة لعلاج وتدمير الخلايا السرطانية بواسطة الأشعة. يتم ذلك عن طريق توجيه البروتونات المسرعة بواسطة معجل دائري -سيكلوترون Cyclotron- نحو الورم مما يؤدي إلى تدمير الحمض النووي DNA للخلايا السرطانية وينتج عن ذلك قتلها أو توقفها عن التكاثر والإنقسام. تشير إحصائية نشرت في يناير 2016 أنه يوجد فقط 58 مركز للعلاج بالبروتونات على مستوى العالم.

جهاز العلاج بالبروتون
جهاز العلاج بالبروتون

تتمركز فكرة العلاج بالأشعة حول قتل أو تدمير الخلايا السرطانية بواسطة أشعة أو جسيمات ذات طاقة عالية. ولكن للأسف أن هذا الإشعاع لايستطيع التمييز بين الخلايا السرطانية والخلايا السليمة، فهو يلحق الضرر بأي خلايا موجودة في طريقة. وهذا يعتبر من عيوب العلاج بإستخدام الأشعة السينية حيث أن هذه الفوتونات يتم توجيهها نحو جسم المريض بطاقة ثابتة. فعندما يتم توجيهها نحو الورم فهي تدخل إلى جسم المريض وتمر على الورم ومن ثم تخرج من الجسم.

من البديهي أن يكون في طريق هذه الفوتونات نحو الورم خلايا سليمة تتواجد إما قبل الورم أو بعده. هذه الخلايا السليمة تتعرض للإشعاع خاصة الخلايا التي قبل الورم وهذا قد يؤدي إلى إحتمالية تضررها. من المتعارف عليه أن للخلية السليمة فرصة أكبر للنجاة من أضرار الإشعاع و وقدرة أكبر على إصلاح نفسها مقارنة بالخلية السرطانية، ولكن أليس من الأفضل عدم تعريض هذه الخلايا السليمة للإشعاع أصلاً أو على الأقل تعريضها لكمية قليلة منه؟!

تأتي هنا تقنية العلاج بالبروتون لحل هذه المعضلة وذلك بإعطاء الخلايا السليمة التي قبل الورم كمية قليلة من الطاقة، أما الكمية الأعلى من الطاقة فيتم إعطاءها للخلايا السرطانية. ومن ثم يتوقف الإشعاع تماماً ولا يتغلغل أبعد عن الورم وهذا يؤدي إلى حماية الخلايا السليمة بعد الورم. وبهذه الطريقة تقل المضاعفات المحتملة مقارنة بالعلاج بالأشعة السينية.

العلاج البروتوني
صورة توضيحية تقارن بين العلاج بالبروتون مع الطريقة التقليدية. اللون البرتقالي هو الكمية الأكبر من الطاقة. حيث يمكننا ملاحظة أنه في الأشعة السينية تكون أعلى طاقة قبل الورم مع وجود فوتونات خارجة من الجسم، على العكس من العلاج بالبروتون حيث أن الكمية الأعلى من الطاقة تكون عند الورم ولايوجد بروتونات خارجة مما يحمي الخلايا السليمة بعد الورم
العلاج بالبروتون
رسم بياني يوضح وجود كمية قليلة من الإشعاع قبل الورم والكمية الأكبر في الورم ومن ثم يتوقف تماماً

السيكلترون

ينتج السيكلترون البروتونات بطاقات مختلفة ويمكن التحكم بالطاقة على حسب موقع الورم. السيكلترونات المستخدمة في العلاج بالبروتونات تنتج بروتونات بطاقة مابين 70-250 MeV. يتم إستخلاص البروتونات من عنصر الهيدروجين الموجود بوفرة في الماء وهو يتكون من بروتون واحد وإلكترون واحد. وكما نعرف سابقاً أن للبروتون شحنة موجبة والإلكترون له شحنة سالبة. يستخلص البروتون من الهيدروجين بواسطة مغناطيس قوي في عملية تسمى بـ electrolysis.

بعد إستخلاص البروتونات من الماء يتم حقنها في جهاز السيكلترون القادر على تسريع هذه البروتونات إلى ثلثي سرعة الضوء في غضون أجزاء من الثانية بواسطة مجال كهرومغناطيسي. وكلما دارت البروتونات أكثر في السيكلترون أكتسبت طاقة أعلى، وعندما تزيد الطاقة تزيد قدرة البروتونات على إختراق جسم المريض بشكل أعمق.

يتم التحكم في هذه الطاقة على حسب الورم وموقعه، وعندما تكتسب البروتونات الطاقة المرغوبة يتم توجيهها نحو غرفة العلاج التي يتواجد بها المريض عن طريق نظام ينقل هذه البروتونات الموجبة الشحنة بواسطة نظام مغناطيسي.

العلاج بالبروتون
سيكلترون -معجل نووي- مدينة الملك فهد الطبية – الرياض

معلومات للمرضى

لايستلزم العلاج بالبروتونات تنويم المريض ويأتي المريض على مواعيد الجرعات الإشعاعية. غالباً يتم إعطاء هذا النوع من العلاج على شكل جلسات تتراوح من 1 إلى خمس جلسات على حسب حالة المريض. تتراوح مدة الجلسة الواحد من ربع إلى نصف ساعة. العلاج بواسط هذا الجهاز يكون غير مؤلم أبداً. بعد جلسة الإشعاع قد يصيب المريض القليل من الشعور بالتعب والإعياء.

من الأعراض الجانبية التي قد تحدث للمريض بعد الجلسة الإشعاعية وجود إحمرار أو جفاف في الجلد. ومن الجدير بالذكر أنه تختلف هذه الأعراض الجانبية على حسب نوع الورم وموقعه من الجسم ووجود العلاج الكيماوي. سيناقش الطبيب معك هذه الأعراض بشكل مفصل.

أنواع الأورام التي يمكن معالجتها

هذا النوع من العلاج مفيد للأورام التي لم تنتشر في جسم المريض والأورام القريبة من بعض الأعضاء الحساسة  كالعين والدماغ والحبل الشوكي والأطفال بشكل عام. ومن الأمثلة على الأورام التي يمكن معالجتها:

  • أورام العين
  • أورام الرأس والرقبة
  • أورام الكبد
  • أورام البروستاتا
  • أورام الجهاز العصبي

 

نُشر بواسطة أنور السلمي

مؤسس الموقع. هدفي هو المساهمة في خلق محتوى إشعاعي عربي يُفيد الممارس الطبي ويُجيب على استفهامات المريض.

اترك رد